مراجعة وتحرير
د. صالح بن سعد الأنصاري
مراجعة وتحرير
د. صالح بن سعد الأنصاري
ارتبطت الرياضة لديّ منذ أن نشأت ونشأ غيري من الأطفال ارتبطت بكرة القدم، فهي عادةً أول ما
يُهدي للأطفال من ألعاب.
واستمر هذا الارتباط خلال السنوات الدراسية الاثنتي عشر، فكانت حصة التربية البدنية مركزة على
لعب كرة القدم. وبعد انتقالي للمرحلة الجامعية تحولتُ من ممارسة اللعب إلى التشجيع ومتابعة
المباريات، وتراجعت ممارستها.
وبعدما أصبحت مهندسا معماريا وأصبح جزءً من عملي ميدانياً، بدأ ينتابني صداع متكرر خاصة مع
أجواء الصيف الحارة لكني لم أهتم به كثيرا واكتفيت بتناول بعض المسكنات
على أن هذا الصداع كان نتيجة للعمل الميداني في جو حار. ومع استمراره اضطررت إلى مراجعة الطبيب
الذي أجرى القياسات الحيوية والفحوصات المخبرية ومنها قياس ضغط الدم كل ساعة لمدة 24 ساعة
فكانت نتيجة قياس الضغط
وفحوصات الكوليسترول والدهون الثلاثية بأنني لست مريضا ولست سليما فالنتائج تقع في ما يسمى
"المنطقة الرمادية "
ولذلك طلب مني الطبيب أخذ علاج لإبقاء ضغط الدم في المستوى الطبيعي. وبعد استخدامي
للعلاج لفترة شهرين تقريبا لم أقتنع أنني مريض بالضغط والكوليسترول وأنا في الثلاثين من العمر
فقال لي الطبيب في الزيارة التالية أن أمامي خياران: إما الاستمرار على العلاج أو النشاط البدني
والحمية الغذائية ففضلت البدء بالأخيرة. ومع أعباء العمل والحياة الاجتماعية لم يجد الانتظام
في النشاط البدني إلى حياتي طريقاً، مع أنني في تلك الفترة
كنت ضمن فريق الإشراف على مشروع تطوير طريق الأمير سلطان بن عبد العزيز في الرياض لتحويل
جانبية إلى ممرات للمشاة، وكنت حينها غير مقتنع بهذه المساحة الكبيرة المخصصة للمشاة
وأستبعد أن يستخدمها أحد خاصة في أجوائنا الحارة.
كان المشي عندي مرتبطا بالترفيه فأنا أمشي في الصحراء في فصل الشتاء أو على الشاطئ في فصل الربيع
أو في الأماكن المرتفعة والجبال في فصل الصيف، هذا إن حصل خاصة أنني لست سمينا فلا أحتاج الى
تخفيض وزني، وكان ذلك سبباً لئلا يجد النشاط البدني لدي مكان.
في الزيارة التالية للطبيب لم تتغير النتائج وبقيت في "المنطقة الرمادية" فعزمت على الانتظام في النشاط
البدني، وأول ما خطر على بالي الاشتراك في النادي الرياضي،
فمجرد الاشتراك كان يخفف من تأنيب الضمير ولوم النفس بالتقصير لأنها الخطوة الأولى ولكن مجرد
الاشتراك لا يغير شيئا وهو ما حدث معي فعلا.
في شهر ذي العقدة عام 1433 اكتوبر 2012 دخلت إلى الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي،
وبدأت أتابع المهتمين بالحمية الغذائية والنشاط البدني وكان من ضمنهم
حساب الدكتور صالح الانصاري في تويتر والذي كانت تغريداته مليئة بالتحفيز وحب الخير للغير بممارسة
رياضة #المشي_للصحة لما لها من فوائد صحية ووقائية عديدة، إلا أني لم
أستوعب التوقيت الغريب الذي اختاره بتركيزه على #المشي_فجرا فهذا أجمل وقت للنوم بعد صلاة
الفجر، فكنت أقرأ التغريدات وأدعو له بالتوفيق والسداد وأكمل نومي. ولكن مع كثرة التغريدات وتعدد
طرق التحفيز والتي وافقت لوما يتكرر لديَّ بعدم ممارسة النشاط البدني الذي أوصاني به الطبيب،
بدأت أمارس المشي من فترة لأخرى.
استمر الحال على ما هو عليه الى أن رافقت والدتي -شفاها الله- في رحلتها العلاجية إلى مستشفى
جون هوبكنز في الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك رأيت الكثير من المرضى بمختلف المشكلات
الصحية و #الأمراض_المزمنة
من كل أنحاء العالم فحمدت الله على نعمته وفضله وعزمت على تدارك وضعي، خاصة أنني على وشك
ظهور الأمراض الكاملة ومضاعفات ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول. فبعد أن كان وقت الفجر
ألذ وقت للنوم أصبح أفضل وقت لممارسة #المشي_للصحة حيث انتظمت على #المشي_فجرا
خلال فترة إقامتي في أمريكا والتي جاوزت الشهر.
بعد العودة لم أكن أتوقع بأنني سأستمر على هذه العادة الايجابية وأنني لن أنام بعد صلاة الفجر خاصة
بعد أن فقدت المحفزات المتوفرة في تجربتي في أمريكا والتي تتمثل
في عدم السهر والجو المناسب والبيئة العمرانية المصممة للمشاة وليست كما هي في أمريكا، ولكن بحمد
الله لم يجد #صندوق_الأعذار إليّ سبيلا واستأنفت نشاطي بممارسة الرياضة في النادي خلال
أيام العمل وتوجت هذا النشاط بـ #مشي_المسافات_الطويلة بممشى طريق النهضة بالرياض فجر كل يوم
جمعة وهو من أجمل الأيام حيث هدوء الصباح وجمال الجو فجراسواء صيفاً أو شتاءً وقد جربت أيضا
رياضةالهايكنج في #هايكنج_القدية فكان لي شرف اللقاء الأول بالدكتور صالح الأنصاري بعد
سنوات من معرفته عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي يوم 11/02/1437 الموافق 23/11/2015 قرأت للدكتور الأنصاري إعادة تغريدة
للمهندس/ حسان الفلو يدعو فيها محبي وعشاق #المشي–فجرا لمشاركته
ومشاركة الدكتور صالح #المشي-فجرا يوم الجمعة 15/02/1437 الموافق 27/11/2015 وهو اليوم
الجميل الذي حدثتكم عنه فقلت في نفسي: كيف سيكون مع هاتين الشخصيتين المحفزتين،
فكان شرف اللقاء الثاني بالدكتور صالح واللقاء الأول بالمهندس/ حسان فأكتمل العِقدُ وانتظمت
معهما ومع مجموعة رائعة من محبي المشي وعشاقه وشاركت في ذلك المشوار الأول
لتدشين مبادرة #مشاة_الرياض والتي تهدف لنشر #ثقافة_المشي من خلال #المشي_للصحة
بـ #المشي_فجرا وتختتم بلقاء أخوي ممتع
وأحاديث أروع حول #تعزيز_الصحة مع تناول #القهوة_بعد_المشي_فجرا
أسبوعيا و #الإفطار_الصحي_بعد_المشي_فجرا شهريا، فأصبحنا واقعا عمليا للعيش
بـ #النمط_الصحي لنسهم في
الوصول الى #مجتمع_حيوي_وصحي وهي أحد أهداف #رؤية_السعودية_2030
بعد مرور سنتين من الانتظام في #المشي-للصحة عدت إلى طبيبي، وأثناء عمل فني الأشعة الصوتية للقلب
سألني هل أجريت عملية قسطرة للقلب فأجبت بالنفي، وعندما استفسرت عن سبب السؤال اتضح
أن النتائج تظهر تحسناً كبيراً بالمقارنة مع آخر أشعة صوتية كنت قد أجريتها قبل عام تقريبا. وعندما
قابلت الطبيب أوضح أن جميع النتائج تظهر مستويات طبيعية ولله الحمد والمنه، كما أظهرت النتائج
نزول الوزن إلى مستواه الطبيعي بخسارة 6 كيلوغرام لم أكن أشعر بأنها وزن زائد فهي لم تكن ظاهرة للعين
ولكن بقياسات كتلة الجسم اتضح أهمية إنقاصها، فأيقنت بعدها أن المشي ليس فقط لمن كان سمينا
وإنما لجميع الناس للوقاية من #الأمراض_المزمنة ولعلاجها وعلاج الكثير غيرها من الأمراض.
أختم هذه الكلمات الذي أكتبها وأنا مع والدتي -حفظها الله وشفاها- في رحلتها العلاجية الثانية
في مستشفى مايو كلينك وقد شدني كثيرا التصميم العمراني لوسط مدينة روتشيستر بولاية مينيسوتا
الأمريكية حيث ترتبط مباني المستشفى مع مباني وسط المدينة بممرات علوية وأخرى أرضية
للفصل التام بين حركة السيارات
والمشاة وللتشجيع على الوصول إلى المستشفى مشياً، وكأن أحد أفضل مستشفيات العالم يقول
لنا أن أول خطوات الصحة تكمن في (المشي).
أخوكم
ماجد بن محمد الصائغ
@majed_alsaigh
ودمتم سالمين
د. صالح بن سعد الأنصاري
@SalihAlansari
مستشار الصحة العامة وخبير تعزيز الصحة
المشرف على مركز تعزيز الصحة بالرياض
@SaudiHPC