Posted by Salih AlAnsari

عنوان: "هل تعلم أن ما تأكله قد يقتل سعادتك؟ - الاكتئاب يبدأ من معدتك" في ضوء الحديث الشريف لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: "المعدة بيت الداء"، نبدأ في إدراك حقيقة علمية وروحية كبيرة. فالعلم الحديث يسلط الضوء اليوم على أن الصحة النفسية لا تنفصل عن صحة الجسد، بل إن المعدة قد تكون مفتاحًا أساسيًا لفهم اضطرابات نفسية شائعة، مثل الاكتئاب. عند ربط هذا الحديث بنقص السيروتونين، وهو هرمون مرتبط بالسعادة والذي يتم إنتاج جزء كبير منه في الجهاز الهضمي، ندرك مدى دقة النبوة في إشارتها إلى أن المشاكل الصحية تنبع من سوء العناية بالجسم، وبخاصة التغذية. السيروتونين: الهرمون السري للسعادة السيروتونين هو مادة كيميائية تعمل كناقل عصبي في الدماغ، وتؤثر بشكل مباشر على الحالة المزاجية، والنوم، والشهية. المثير للاهتمام أن حوالي 90% من هذا الهرمون يتم إنتاجه في الأمعاء وليس في الدماغ كما قد يظن البعض. وهذا الربط بين الأمعاء والصحة النفسية هو ما أطلق عليه العلماء اليوم "محور الأمعاء-الدماغ"، وهي شبكة معقدة تربط الجهاز العصبي المركزي بالجهاز الهضمي. لكن كيف يمكن أن تؤثر التغذية على مستويات السيروتونين؟ الحقيقة أن هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى انخفاض هذا الهرمون، مثل: سوء التغذية: حيث أن تناول الأغذية الفقيرة بالعناصر الغذائية مثل التربتوفان، وهو الحمض الأميني الذي يعد المادة الأساسية لإنتاج السيروتونين، يؤدي إلى انخفاض مستويات هذا الهرمون. الالتهابات المعوية: تناول الأغذية المصنعة أو الضارة قد يسبب التهابات في الأمعاء، مما يؤثر على قدرتها على إنتاج السيروتونين بشكل صحيح. الاكتئاب: نتيجة طبيعية لسوء التغذية الآن، وبعد أن علمنا أن الأمعاء هي المسؤولة عن إنتاج جزء كبير من هرمون السعادة، يصبح من الواضح أن اختلال وظيفتها يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب. نقص السيروتونين هو أحد الأسباب الرئيسية للاكتئاب، حيث يشعر الإنسان بانخفاض مزاجه، والتوتر، واضطرابات النوم. لكن الأمل يكمن هنا في أن علاج هذا النوع من الاكتئاب ليس بعيد المنال، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم أشار إلى أهمية العناية بالمعدة كأحد مفاتيح الشفاء. بتحسين النظام الغذائي وتناول الأغذية الصحية التي تحتوي على العناصر الغذائية اللازمة لدعم صحة الأمعاء، يمكن تعزيز إنتاج السيروتونين والتخفيف من أعراض الاكتئاب. ماذا يجب أن تأكل لتحافظ على سعادتك؟ الأطعمة الغنية بالتربتوفان: مثل الأسماك الدهنية، والدجاج، والمكسرات، والبذور. الألياف الطبيعية: تساعد الأمعاء على العمل بكفاءة وتحسين الهضم، مثل الفواكه والخضروات. البروبيوتيك: لتحسين صحة البكتيريا النافعة في الأمعاء، مثل الزبادي والكفير. الإيمان والعلم في خدمة الإنسان لا يمكننا فصل العلم عن الإيمان، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم قدم لنا توجيهات حكيمة تشمل كافة جوانب الحياة. وفي ضوء الاكتشافات الحديثة عن ارتباط صحة الأمعاء بالصحة النفسية، نجد تأكيدًا جديدًا على أهمية تحسين الغذاء والعناية بالجسم كوسيلة للوقاية والعلاج. إذن، عندما نتحدث عن الاكتئاب، يجب أن نتذكر أن التغذية السليمة قد تكون الجواب الذي يغفل عنه الكثيرون.