أنا من عائلة "حلوة" لها تاريخ عريق مع داء السكري.
بعدما أكملت الدكتوراه ، فوجئت بمشكلة إدرار بولي وتبول ليلي، فجاءتني كل الهلوسات قرأت كثيرا وشاورت أكثر، وقمت بفحص تحدي الجلوكوز (gtt) فجاء مطمئنا والحمد لله. إلا أن المشكلة استمرت حوالي شهر، كانت من أصعب ما مر علي في حياتي.
كنت وقتها في ال 33 من العمر، فتأثرت كثيراً ، وآلمني أن أستقبل الحياة بعد الدكتوراه بهذا المرض الذي لا يفارق الناس مدى الحياة.
شاورت د. زهير قزاز، وكان عائدا بالدكتوراه من بريطانيا متخصصاً فقط في السكري، فقال: حالتك تسمى "ما قبل السكري" وقد يهاجمك السكري خلال 6 أشهر أو سنين ، و كرهت أن أتقبل هذا السيناريو.
وكررت الفحوص فكانت سليمة، مع استمرار كثرة التبول. قرأت كثيرا واطلعت كثيرا، دون تفسير و أيقنت أني مصاب لا محالة.
شاورت أستاذا أمريكيا في طب الأسرة وهو الدكتور . يوسف باري ، وجاء الحل الذي كنت ابحث عنه ، سألني ماذا يخيفك من السكري ؟
قلت: المضاعفات لو تأكد التشخيص .
قال: تستطيع أن تتحكم في المضاعفات من الآن، ودون أن تحتاج لتأكيد التشخيص، وتستطيع أن تتحكم في المضاعفات بالعمل على حماية الأعضاء التي تخاف تلفها؛ القلب، الكليتين، العينين، الأعصاب، وذلك من خلال التخلص من الكيلوات الزائدة، والانتظام في النشاط البدني.
كانت لدي آنذاك خبرة محدودة في المشي سبقت هذه القصة بخمس سنوات حين كنت أشارك د. زهير السباعي حفظه الله في المشي في الخبر وفي سفراتنا، وتعلمت منه حب المشي، إلا أن خبرتي تلك كانت غير ناضجة إلا أنها كانت كافية للبناء عليها، فعندي خبرة محدودة في المشي خصوصا إلا أن خلفي هذا "البعبع" الحلو والذي يطارد كل من تجاوز الثلاثين أو الأربعين من العمر.
انتهت الأعراض تلقائيا بحمد الله بعد شهر من الكرب والمعاناة النفسية، لكنها كانت حافزا لا يضاهيه حافز للانتظام في المشي.
كنت ولا زلت أكرر الفحوص منذ ذاك كل 6 أشهر - سنة وكانت سليمة جدا ولله الحمد.
كان ذلك "البعبع" قد لحق بالوالد والوالدة رحمهما الله وأخ أصغر مني وأختي الكبرى وتوفاهم الله بأمراض القلب والدماغ، رحمهم الله جميعا. كما لحق المرض الشرير بكل إخوتي وأخواتي الأصغر والأكبر مني، ولا زال ممسكا بتلابيبهم، أسأل الله لهم العافية.
كتبت قصتي هذه بتفاصيلها، مع قصص اخرى عن محبي المشي من كبار الشخصيات في كتابي "صحتك في المشي"
أقول لأحبابي عوامل الإصابة بالمرض موجودة لدى معظمنا وفي يدنا سلاحان المشي ومراقبة الوزن.
حفظ الله الجميع .
د. صالح بن سعد الانصاري
أستاذ مساعد في طب الاسرة والمجتمع و المشرف العام على مركز تعزيز الصحة @SalihAlansari